حملة الطفلة المفقودة فاطمة

تبنت جمعية البحرين النسائية متمثلة بمشروع حماية الطفل من الاعتداء و الإهمال "كن حرا" موضوع الطفلة المفقودة فاطمة توفيق ابراهيم منذ اختفائها وقامت بحملات وفعاليات مستمرة في سبيل الحصول على الطفلة وتوعية المجتمع بأهمية التوجه لموضوع الطفل إذ أنها مجرد نموذج لما يعانيه أطفال كثيرون من عنف في منازلهم وتحويل القضية الى قضية رأي عام.

هذه بعض الخطوات التي قام بها مشروع "كن حرا" في حملة العثور على فاطمة:

أعلنت الجرائد الرسمية في أواخر فبراير 2002 عن اختفاء طفلة تدعى فاطمة توفيق إبراهيم البالغة من العمر 11 عاما من منزل والدها حيث كان يعيش مع صديقته برفقة أخت فاطمة و التي تدعى سميرة وتبلغ من العمر 7 أعوام.

أعلنت الشرطة أن الطفلة سميرة أخرجت من منزل والدها و سلمت لأختها الأكبر منيرة و التي تبلغ من العمر 23 عاما والتي تتكفل حاليا هي وزوجها برعاية إخوانها الخمسة.

كانت اثار الاعتداء الجسدي و العاطفي و الإهمال واضحة جلية على الطفلة سميرة و التي كانت تحكي لفريق "كن حرا" الذي كان يزور عائلة منيرة باستمرار بعد نشر خبر هروب فاطمة للتعرف على آخر مستجدات القضية، كانت سميرة تحكي قصصا مروعة عن الضرب و التعذيب و الحبس و التجويع الذي كانت تمارسه صديقة والدهم الاسيويه مع سميرة وأختها فاطمة قبيل اختفائها.

باشرت جمعية البحرين النسائية مدة ثلاثة أسابيع من المتابعة عن كثب قبل أن تعلن تبنيها لقضية فاطمة بعدما لم تتبنى القضية أي جهة أخرى.

قامت جمعية البحرين النسائية وتقوم لحد الآن بزيارات واتصالات مستمرة مع عائلة فاطمة المتمثلة حاليا بأختها منيرة وزوجها.

في أواخر مارس 2002 قامت جمعية البحرين النسائية بنشر حوالي 1500 نداء للطفلة فاطمة على أوراق صفراء في جميع مناطق البحرين. تضمن النداء صورة لفاطمة مع تطمينات لها بأنها لو رجعت سوف تتكفل الجمعية بحمايتها من الإساءة وأدرجت ثلاثة أرقام هواتف في النداء.

في بداية شهر ابريل 2002 قامت جمعية البحرين النسائية بطبع حوالي 1800 نسخة من منشورات باللغات العربية و الإنجليزية و الاردو ووزعت على جميع مناطق البحرين. احتوت المنشورات على صورة فاطمة مع أرقام هواتف للاتصال في حالة وجود أي معلومات عن فاطمة.

في 12 ابريل 2002 قامت جمعية البحرين النسائية بندوة عن الاعتداءات على الأطفال وتطرق المشاركون في الحديث عن موضوع فاطمة وكذلك وزعت منشورات عن فاطمة في تلك الندوة. اشترك في الندوة كل من الدكتورة فضيلة المحروس، الدكتورة بنه بو زبون والمحامية فاطمة الحواج.

في مايو 2002 نشرت جمعية البحرين النسائية في الجرائد المحلية تساؤلات على المختصين و المسئولين مطالبة بأجوبة شافية على أسئلة كثيرا يسألها من يتصل على أرقام هواتف الجمعية مثل، ما هو الدور التي قامت به الجهات المختصة؟ إلى أين وصل البحث؟ ما هي الوسائل التي استخدمت وما هي الخطط المرسومة للبحث؟ وغيرها من الأسئلة.

وزعت جمعية البحرين النسائية في 5 أيلول استبيان لمعرفة مدى وعي و تفاعل المجتمع في موضوع فاطمة. تم توزيع 1000 نسخة من الاستبيان و بلغت عدد الاستبانات الصحيحة و التي استخدمت في الدراسة 320 استبانه.

نشرت جمعية البحرين النسائية نتائج الاستبيان وتحليل نتائجه في أغسطس 2002 . نشرت النتائج في جميع الصحف المحلية.

أعلنت جمعية البحرين النسائية في 3 أغسطس 2002 عن وجود مكافأة وقدرها 1000 دينار بحريني رصدتها سيدة بحرينية خيرة لمن يحصل على الطفلة فاطمة او يدلي بمعلومات تؤدي إلى الحصول عليها. قامت جمعية البحرين النسائية بتوزيع 2000 منشور للإعلان عن المكافئة و عليها صورة الطفلة وأرقام هواتف الجمعية للاتصال. وفي 14 أغسطس قام السيد مجيد إبراهيم اديب من فندق نصف القمر برصد مكافأة وقدرها 1500 دينار للحصول على الطفلة وبذلك أصبح إجمالي المبلغ المرصود للمكافأة 2500 دينار بحريني ومن ثم قامت الجمعية بتوزيع 17000 نسخة مع جميع الجرائد المحلية، وعلى نفقة السيد مجيد إبراهيم أديب، المنشورات حملت إعلان عن المكافأة الجديدة وصورة الطفلة وأرقام هواتف الاتصال.

في 25 أغسطس 2002 ناشدت جمعية البحرين النسائية سمو رئيس الوزراء بإصدار توجيهاته السامية لتكثيف الجهود في العثور على الطفلة فاطمة. وقام سموه في 27 أغسطس 2002 بإصدار توجيهاته الى وزارة الداخلية وجميع الجهات المعنية بتكثيف الجهود من اجل العثور على الطفلة فاطمة. كما نشرت بعدها وزارة الداخلية متمثلة بالعقيد عواطف الجشي في الجرائد الرسمية قصة اختفاء فاطمة كاملة.

بعد استجابة سمو رئيس الوزراء لمناشدة جمعية البحرين النسائية، كتب بعض الكتاب في الجرائد الرسمية متطرقين في موضوع فاطمة، أسباب اختفائها، القوانين التي تحتاج إلى تطوير لكي تحمي فاطمة وأمثالها ومواضيع أخرى ذات صله. ساهم ذلك في ما كانت تصبو  اليه الجمعية في تحويل قضية فاطمة إلى رأي عام والتفاعل معها بايجابية واعتبارها نموذج للأطفال المعذبين في منازلهم. نموذج من هذه الكتابات الهادفة كان مقال الأستاذ عثمان الماجد المنشور في جريدة الأيام بتاريخ 3 سبتمبر بعنوان "اختفاء فاطمة، سؤال امني من طبيعة أخرى". وأيضا قام ملحق الأسرة في جريدة الأيام بالتفاعل مع الموضوع بصورة ايجابية ساهمت بشكل فعال في تفاعل المجتمع بعرضها موضوع فاطمة مفصلا في 5 سبتمبر بعنوان "قل قضي الأمر" وتوالت الحديث عنها في الأسابيع التي تلتها. وكذلك قام بعض خطباء صلاة الجمعة بالتطرق لموضوع فاطمة مما ساهم بدوره أيضا في توعية المجتمع بأهمية هذا الموضوع.

شاركت الجمعية في المؤتمر الصحفي الذي نظمته المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب بمناسبة إطلاق المؤتمر الدولي لحماية الطفل من التعذيب الذي انعقد في 4 سبتمبر 2002 وقامت الجمعية بالسؤال عن دور هذه المنظمة في موضوع فاطمة.

في 6 سبتمبر 2002 أرسلت جمعية البحرين النسائية الى جميع علماء الدين وخطباء المساجد، الجمعيات الأهلية و المثقفين وكتاب الأعمدة في الصحف المحلية، أرسلت لهم مناشده بعنوان "دعوه لحملة وطنية كبرى لإعادة الطفلة فاطمة" ناشدت فيها هذه الجهات بالتعاون مع جمعية البحرين النسائية ببث الوعي في المجتمع عن أهمية موضوع فاطمة وانه قضية البحرين كلها وليست قضية أهل فاطمة فقط.

شاركت جمعية البحرين النسائية في برنامج صباحي مباشر لتلفزيون البحرين للتحدث عن موضوع فاطمة. وكذلك شاركت برنامج إذاعي صباحي مباشر وكذلك في برنامج "سوالف ضحى" الذي تقدمه السيدة بدرية عبد اللطيف في برنامج الأسرة. كان البرنامج مباشرا لمدة ساعة تقريبا وكان الحديث يدور عن فاطمة فقط. اتصل الكثير من المستمعين مبدين تعاطفهم مع الطفلة واستيائهم من أبويها وطرحوا بعض التساؤلات على المسئولين. نظرا لكثرة المكالمات الواردة، تقرر تخصيص اليوم التالي أيضا للموضوع ذاته. ساهم هذا البرنامج في التوعية بأهمية موضوع فاطمة وانه ليس قضية شخصية بل قضية المجتمع البحرين كله.

تقدمت جمعية البحرين النسائية بطلب إلى تلفزيون البحرين بعرض برنامج مسائي مباشر لعرض موضوع فاطمة للمساهمة في تفاعل المجتمع في الموضوع. تقرر تخصيص حلقة من البرنامج المباشر "حياكم معانا" في 9 من سبتمبر إلى هذا الموضوع. ركزت الجمعية من خلال مشاركتها في هذا البرنامج على أهمية دعم أسرة فاطمة المتمثلة حاليا بأختها فاطمة وزوجها و هما يعيلان حاليا خمسة من إخوان فاطمة. هذه الأسرة وأمثالها بحاجة إلى دعم معنويا و ماديا مستمر حتى تستطيع أن تنقذ الإخوان الآخرين من الضياع. استلمت الجمعية عدة مكالمات لمساعدة الآسرة من الناحية المادية ووجهتهم إلى الأسرة.

في خلال البرنامج اتصلت أم تبكي طفلها الذي فقدته ولا تعلم شيئا عن مصيره منذ 24 عاما وكتبت عنه الصحافة المحلية أيضا. بعد عدة أيام كتبت أم أخرى عن فقدان ابنها.

في 12 سبتمبر كتبت جريدة الأيام إنها تلقت مكالمات كثيرة عن موضوع فاطمة بعد البرنامج التفلزيوني وذكرت محتوى بعض المكالمات. كان عنوان المقال "فاطمة تحرك قلوب الأمهات والآباء خوفا على أبنائهم".

التقى عظمة ملك مملكة البحرين بشقيقة فاطمة منيرة وزوجها وإخوانها ووجه نداء أبويا للطفلة فاطمة للرجوع. وعلى أثره قام سمو الشيخ علي بن خليفة وزير المواصلات ووزير الداخلية بالوكالة بتكثيف الجهود من اجل الحصول على الطفلة فاطمة.

ولا زالت جهود جمعية البحرين النسائية لا تتوقف في سبيل التعرف على مصير الطفلة المفقودة ورفع وعي المجتمع بأهمية التطرق والانتباه إلى المواضيع المتعلقة بحماية الأطفال من الاعتداء و الإهمال وسبل علاج تبعاتها.