قد يكون المعتدي اي فرد يتعامل مع الطفل.
فقد يكون الاب، الام، الخال، العم، الجار، المربي، المدرس، صديق العائلة او اي فرد
اخر.
"من المفارقات المحزنة أن عددا كبيرا من المعتدين يحبون أطفالهم بصدق
ولكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة مواقف حياتية خارجة عن نطاق سيطرتهم ويعجزون عن
التكيف معها. وهم عادة انطوائيون أو محرومون من الأصدقاء أو العائلة وربما ليس
لديهم من يمدّهم بالدعم المعنوي والعاطفي الذي يحتاجون. وربما كانوا يمقتون أنفسهم
أو عاجزين عن تلبية احتياجاتهم العاطفية الكامنة" (نقلا عن اللجنة الوطنية
الامريكية للوقاية من الاعتداء على الأطفال).
هذه بعض العوامل التي تساعد في زيادة
احتمالات حصول الاعتداء في العائلات:
العوامل الشخصية و العائلية:
-
لا يحد الاعتداء على الأطفال نوعية
الأوساط الاجتماعية اوالاقتصادية اوالعرقية اوالدينية فهو يعبر جيمع هذه الحدود.
ولكن يساعد تدني العامل الاقتصادي في العائلة على زيادة فرص الاعتداء على
الاطفال.
-
عادة ما يكون الام او الاب المعتدين لا
يستمتعون باحساس الامومة او الابوة او يكونون في عزلة من المجتمع اكثر من غيرهم
ولديهم توقعات غير حقيقة وواقعية من اطفالهم ويحاولون السيطرة على الطفل ولو بطرق
قاسية.
-
العائلة المفككة والعنف العائلي عادة ما
يرافقه اعتداء على الاطفال ايضا. اكثر الازواج الذين يمارسون العنف الجسدي على
زوجاتهم يمارسونه ايضا على اطفالهم. والزوجات المضطهدات في المنزل هم اكثر قابلية
للاعتداء على اطفالهن.
-
العوامل التي تساعد على توتر العائلة
وازدياد ضغوطها كالبطالة مثلا، تمهد ارضية خصبة للاعتداء على الاطفال.
-
قلة خبرة الاهل في تربية الطفل والتوقع
الغير منطقي منه لأداء مهام معينة او للتحصيل المتفوق يعد ايضا سببا للاعتداء على
الاطفال.
-
الطفل الذي يولد من حمل غير مرغوب و
الطفل ذو الاعاقات الجسدية او الذهنية هم اكثر عرضة للاعتداء من اقرانهم.
-
الام و الاب الذين كانوا ضحايا اعتداء او
اهمال في طفولتهم هم اكثر عرضة لأن يصبحوا معتدين مع اطفالهم. ذلك لا يعني ابدا
ان كل من تعرض للاعتداء او الاهمال في طفولته سوف يصبح اما او ابا معتديا فمنهم
من استطاع ان يتعامل مع مشكلته ومع المجتمع بشكل ايجابي.
-
الام و الاب الذين يخافان من فقدان
السيطرة على الطفل يحاولون ان يحكموا سيطرتهم بكل الوسائل خوفا من الفشل.
-
عادة ما يكون للأم و الاب المعتدين
توقعات غير واقعية لقدرات وامكانيات اطفالهم، فهم يطلبون منه درجة من النضج
الاجتماعي و النفسي و الدراسي قد لا تكون مناسبا لسن الطفل او قدراته الحقيقية.
الضحية:
-
من الممكن ان يتعرض الطفل الى الاعتداء
حتى قبل المولد اذا ما كانت الام تستخدم المخدرات مثلا خاصة في الشهرين الاوليين
من الحمل او اذا ما قام الزوج بضرب الام وايذائها فمن الممكن ان يؤدي هذا الى
مشاكل في نمو الطفل الجسدي او الذهني.
-
ان
فئة الرضع واطفال سن الروضة هم اكثر عرضة للاعتداء. كلما كان سن الطفل اصغر كلما
كان تأثير الاعتداء عليه اكبر واكثر دواما ومن الممكن ان يصل الى الموت في
الحالات الشديدة.
-
كثيرا ما يعاني الاطفال ضحايا الاعتداء
من صعوبة في تكوين العلاقات مع اقرانهم وكذلك في تحصيلهم الدراسي مما قد يؤدي الى
ان يكونوا اقل نجاحا من الناحية العلمية و الاجتماعية، حتى عندما يصبحوا بالغين،
من اقرانهم الذين لم يتعرضوا للاعتداء.
-
يبرز الاطفال الذين يمارس ضدهم الاعتداء
الجسدي و العاطفي درجة اكبر من الخشونة في التعامل، العنف و المشاكل النفسية.
فعلى الرغم من خطورة الضغط النفسي الذي يصيب الطفل من جراء الاعتداء الجسدي ولكن
ضمه مع الاعتداء العاطفي، وخاصة المتكرر، له اكبر الاثر في تحطيم ثقة الطفل بنفسة
ونظرته للمجتمع من حوله.
-
الاطفال ضحايا الاعتداء هم اكثر عرضة لأن
يكونوا هم معتدون عندما يكبرون. ولايشمل هذا ان يكون هذا الشخص البالغ يعتدي على
الاطفال فقط بل هو اكثر عرضة لتكوين سلوك اجرامي من البالغين الذين لم يكونوا
ضحايا اعتداء في طفولتهم.
-
النساء الذين كانوا ضحايا الاعتداء في
طفولتهن هم اكثر عرضة للاكتئاب، عدم الثقة بالنفس والتفكير بالانتحار.
الأجانب:
من الضروري للوالدين والأطفال معرفة
الاسلوب الافضل للتعامل مع الأجانب، لسببين أساسيين. الأول هو إكساب الأطفال
والوالدين مهارات جيدة لمنع تعرض الطفل للاعتداء او الاختطاف.
والثاني هو معالجة مشكلة القلق التي تساور كلا من الأبوة والأطفال لدى التفكير
باحتمال تعرض الطفل للاعتداء او الاختطاف من قبل شخص
غريب.
منذ أمد بعيد والأبوة يرددون على مسامع
أطفالهم فكرة خطر الأجانب والغرباء. ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أنه لا زال لدى
الأطفال الاستعداد لمرافقة الأجانب، والسبب ببساطة هو أن الأطفال لا يسمعون حقيقة
ما يظن الكبار أنهم قائلوه.
ولتقليل احتمالات تعرض الطفل لأي حادث
بائس مع أجنبي، يقتضي الأمر توعية الوالدين والطفل عل حد سواء بمعلومات أساسية حول
سلوك المعتدين الأجانب والتعامل معهم. فما يعتقده الطفل عن الأجانب ربما كان عاملا
مساعدا في تحقيق وطر الأجنبي.
من هم المعتدون الأجانب؟
إن المعتدين الأجانب هم الأشخاص الذين
يعتدون او يختطفون أطفالا لا يمتوّن له بصلة. ولذلك فهم
لا يتطلعون لإقامة علاقة مع الطفل مثل المعتدين الذين يعرفون ضحاياهم، وإنما يرون
في الضحية مجرد أداة لإشباع نزواتهم. وهم ينظرون للأطفال كضحايا لا حول لهم ولا قوة
ولذلك يسهل استغلالهم لإشباع حاجاتهم المنحرفة ورغباتهم السقيمة.
ويتراوح هؤلاء المعتدون بين المغتصب السلبي
والقاتل السادي. ومن الحيل التي يستخدمونها لجذب ضحاياهم الأطفال الرشوة والإطراء
والحلوى وطلب المساعدة. وقليل منهم الذي يختطف الطفل مباشرة دون محاولة إغوائه أو
استدراجه. وذلك مكمن الخطر، إذ معظم الأطفال ينخدعون بسهولة بمظهر شخص "لطيف" في
موقف برئ ظاهرا.
ومن أكثر فئات الأجانب أو الغرباء خطرا
أولئك المنحرفون المهووسون جنسيا بالأطفال، والذين "يتسكعون" في الأماكن التي يسهل
فيها الاحتكاك بالأطفال مثل اماكن لعب الاطفال المعزوله
ومثل هؤلاء المعتدين عادة يستدرجون الطفل ويتحرشون به جنسيا في الحمام أو في أي
خلوة متاحة ثم يطلقون سراحه. وهم عادة يفضلون الأولاد وتؤكد سجلات الشرطة أن مئات
الأطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي على هذه المنوال.
ولأن من الصعب تبيّن هؤلاء المعتدين أو
التنبؤ بما قد يفعلون، فإن الدفاع الأفضل هو إبقاء الأطفال غير المرافقين بعيدا
عنهم. وتقع مسؤولية ذلك في المقام الأول على الوالدين وغيرهم من الكبار المسؤولين.
ولكن الأطفال أيضا يحتاجون إلى توعيتهم وتثقيفهم وتعليمهم القواعد التي تحد من خطر
تعرضهم للاعتداء عندما تفشل جهود الكبار في توفير الحماية اللازمة لهم.
وجهة نظر الطفل:
لأننا نركز في قلقنا على سلامة الطفل
وتحذيراتنا لهم دائما على الغرباء، فإن تصور الطفل لمن وما يمثل هؤلاء الغرباء أصبح
مشوشا. فما نقوله عن الغرباء قد يكون واضحا ومفهوما لنا ولكنه عادة ليس مفهوم
بالمرة عند الطفل.
فالأطفال يعتقدون أن العالم ينقسم إلى
نوعين من الناس: الأخيار والأشرار. وما نعلمهم نحن تقليديا هو الحذر من الفئة
الثانية ونردد على أسماعهم عبارات من قبيل لا تأخذ حلوى من الأجانب، احذر الأجانب،
لا ترد على الأجانب. وكل ذلك بالطبع مهمة شاقة للكبار، ناهيك عن الأطفال.
وزرع الخوف من الأجانب في نفوس الأطفال ليس
قليل النفع فحسب وإنما مفزع أيضا. فعندما نقول للطفل "لا تتحدث مع الأجانب وإلا
اختطفوك في سيارتهم وأخذوك بعيدا حيث لن نراك ثانية أبدا" فإنك تبث الرعب في قلبه
دون أن تحقق هدف الحماية الذي تصبو إليه.
ومن أجل ذلك، يسعى مشروع "كن حرا" لتزويد
الأطفال بإرشادات محددة وخطوط عريضة تحد من خطر تعرضهم لاعتداء الأجانب في الوقت
الذي تسمح لهم بحرية التحرك والتعامل في حياتهم اليومية. شجّع طفلك على زيارة موقع
www.be-free.info المخصص
للاطفال.
ساعد أطفالك على استيعاب حقيقة أنه ليس
هناك سبيل لمعرفة باطن الشخص من ظاهره. اشرح لهم أن الحكم على الأشخاص حسب ظاهرهم
خطأ جسيم. ما يحتاج الأطفال لمعرفته عن الأجانب هو قواعد سلامة عامة في التعامل ليس
مع صنف معين من الأجانب وإنما مع الأشخاص الغرباء عنه بشكل عام.
|